النقاشيّة الأولى لسلسلة EthicoMedicine ||
عقِدت الجلسة النقاشية الأولى من نوعها في كلية الطب البشري في الجامعة الهاشمية يوم الإثنين 3-11-2014،بحضور الدكتور القدير محمد الوسواسي،ومشاركة عددٍ من طلاب سنوات المرحلة الأساسية.
ابتدأ النقاش بالتقديم وطرح تساؤلاتٍ حول أهميّة الارتباط ما بين الممارسات الأخلاقية والطب،وذِكر بعض المواقف التي يحتار فيها الطبيب فيما يجب فعله،والتي قد تصادف أي طبيب منّا أثناء ممارسته المستقبلية.
عُرِضت بعد ذلك حلقة من المسلسل الشهير HOUSE،تحدّث موضوعها عن رئيسٍ مستبد يضطر للعلاج بإحدى مستشفيات الولايات المتحدة،ويحتار الأطباء بين علاجه –تحقيقا لرسالة المهنة وواجباتها-أو التخلص منه،ذلك أنّه لو تعافى سيقدم على إبادة جماعية طائفية بحق الملايين من أبناء شعبه.انتهت الحلقة بوفاة ذلك الرئيس،وتبين أنّ السبب كان تشخيصا خاطئا متعمّدا من أحد الأطباء ،وعلاجه بدواء مؤذ له مما أودى بحياته.برّر ذلك الطبيب فعله أنّه بقتله لذلك الرجل سينقذ حياة ملايين آخرين،خاصّةً بعد أن روى له أحد أبناء شعب ذلك الرئيس بعضا من الفظائع التي مارسها بحق من يخالفونه في طائفته.
وانتهت الحلقة بقول زميل الطبيب المسؤول عنه ” أتعلم ما الذي أقدمت عليه ؟ هل ستستطيع النوم وقد قتلت إنسانا ؟”
فُتح باب النقاش والتساؤل بعد ذلك “لو كنت مكان أولئك الأطباء ماذا كنت ستفعل ؟”
“بالطبع أعالجه بغض النظر عن شخصه،في مكاني كطبيب هذا واجبي وهذا ما أقسمت عليه”
” علينا أن لا نأخذ الأمور بمثالية ،لو تخيلت أن نتنياهو مريض أمامي وعلي أن أعالجه فهل أفعل ؟ بالطبع لا ،بل سأقتله ”
“ما فعله كطبيب كان خاطئا،لكن كإنسان هو فعل صحيح ! ”
“سأقف على الحياد ولن أعالجه،ضميري لن يحتمل أن أكون سببا في حياة إنسان مجرم من جديد”
استمر النقاش حتى جاءت الكلمة الفاصلة للدكتور محمد الوسواسي،الذي قال بوضوح : “إنّ مهمتك الأساسية كطبيب هي مساعدة المريض على الحياة بألم أقل،أو أن تكون سببا في إعطائه فرصة الحياة أياما إضافية دون ألم،كنّا في أيام الحروب في العراق،نعالج الجرحى المرتزقة من كوريا الشماليّة الذين جاؤووا ليقتلوا أهلنا تماما كما نعالج الجنود العراقيين،ومن بعد ذلك تتم محاسبتهم ومقاضاتهم من قبل المختصين”تحدث الدكتور الوسواسي بعد ذلك عن حالات أخرى شهِدَها،وتطرّق إلى مواضيع أخرى مختلف عليها مثل اعتبار الميت دماغيا متوفيا تماما أو لا ، وكيفيّة التعامل معه بنزع الأجهزة عنه أم إبقائها،وقضيّة زرع الأعضاء (كزراعة الرحم بدلا من استئجار الرحم )وغيرها من القضايا التي أثارت جدلا في الأوساط الطبية.
عبّر الدكتور عن سعادته بهذه المبادرة الطلابية واستعداده لنقاشات أخرى مستقبلية حول هذه المواضيع بصورة أكثر تفصيلا.
نراكم في نقاشيّة جديدة لاحقا 🙂
للمزيد من الصور من الرابط :
https://www.dropbox.com/sh/rz794xlul5sovxr/AACHFT2_maelzJyRUmrZz_LSa?dl=0#/